فروخ أحمد: شاعر النهضة الإسلامية

images

فَرُّوْخ أَحْمَد من مشاهير شعراء اللغة البنغالية في القرن العشرين وكان ينظم الشعر يحث فيه مسلمي عصره على النهضة ويتأسف على انحطاطهم.  فالبيئة وأحوال العصر ورغبته في الإسلام دعته إلى الاهتمام بشؤون الإسلام مع أنه كان من فحول شعراء العصر الحديث، عصر كان أكثر شعرائه لا يهتمون بالديانة. وفي جانب آخر، نرى في شعره أثر الترقية والتطور من الرومانتيكية إلى الحداثة (Modernism).

حياته:

ولد الشاعر الفطحل فروخ بسريبور التي تقع في محافظة “جشور” (وتقع في محافظة ماغورا حاليا) بولاية البنغال الشرقي (بنغلاديش حاليا) في شهر يونيو سنة 1918 م. كان أبوه خان صاحب السيد حاتم علي موظف الشرطة وأمه روشن أختار ربة البيت.

وكان يدرس في مدرسة محافظة خولنا الحكومية (خولنا جيلا سكول) مرحلة المتوسطة وفي كلية ريبن كلكتا مرحلة الثانوية. ثم تعلم الأدب الإنكليزي والفلسفة في “سكتيش تشارتش كليز” ولكن لم يتم الدراسة في هذه الكلية.

 مال شاعرنا إلى الأيديولوجية اليسارية في حياته التعليمية، ولكن بدلت أيديولوجيته في عقد الأربعين واتبع الأيديولوجية الإسلامية حتى الموت. وبالطبع، أيّد الشاعر انفصال الهند وإقامة دولة باكستان. ولكن لم يتفق مع الباكستانيين في قضية اللغة بل أكّد بأن البنغالية أحق اللغات لتكون لغة رسمية للباكستان. حيث قال: الذين يحاولون أن يجعلو لغة ولاية أخرى لغة رسمية للباكستان الغربية إنما غرضهم غير صحيح. ينبغي أن تكون لغة الدولة الباكستانية بنغالية بالنظر إلى عدد الناطقين. (صحيفة سَوغات الشهرية: سبتمبر-أكتوبر:1947) وكذلك أيّد حرب الاستقلال سنة 1971 (المرجع: بانغلا بيدياBanglapedia)

توفي الشاعر العلام في أكتوبر 19، سنة 1974 في بيته في إسكاتن جاردين، في مدينة داكا.

أدبه:

ترك الشاعر الجهبذ آثار أدبية في شتى الفنون الأدبية، إلا أنه اشتهر لأشعاره وقصائده. استهلت رحلاته مع الشعر منذ شبابه الباكر. وأول شعره كان منشورا في مجلة مدرسته “خولنا جيلا سكول” سنة 1936 م. بعدئذ نُشر شعره في مجلة “بولبول”  و”محمدي” و”سوغات” وغيرها من المجلات الأدبية الشهيرة المعاصرة. واتسعت شهرته حين نُشر شعره ” لاش” (جيفة) سنة 1944ـ  في تلك السنة أيضا نُشر أول ديوانه الشعري ” شات شاغرر ماجهي ” (ملاح سبعة بحار). فوجد شهرة كاملة كالشاعر بعد إصدار هذا الديوان.

ومن دواوينه “سراجا منيرا” مشهور لدى أهل الأدب البنغالي الذي يتضمن مدح الرسول والخلفاء الراشدين والصالحين. وأول قصيدة في هذا الديوان المسماة ب”سراجا منيرا” وهذا العنوان مأخوذ من القرآن الكريم ولو أن قصيدته مكتوبة في اللغة البنغالية.

 نرى في شعره أثر الأفكار الإسلامية فهو نظم الأشعار والقصائد والأغاني في مدح الرسول ﷺ والدعوة الإسلامية ولتشجيع الشباب إلى الجهاد في سبيل الله. حيث حصل على اللقب “شاعر النهضة الإسلامية” في الأدب البنغالي. يستعمل شاعرنا الفطحل كلمات عربية وفارسية كثيرا في شعره لرغبته في الثقافة الإسلامية.  نرى في أدب عصره أن الشعراء كانوا يختارون أبطال قصائدهم من الميثولوجيا الهندوسية في أكثر الأحيان. ولكنه اختار كل بطل من أبطال قصائده من تاريخ الإسلام أو من الأدب والثقافة العربية والفارسية. حيث أنه أنشأ القصائد في مدح الصحابة فقال في مدح سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه:

শুকনো খোর্মা খেজুর তৃপ্ত/ সে খলীফাতুল মুসলেমীন

সত্য ন্যায়ের মাঠে এনেছিল/ সব মানুষের মুক্ত দিন।

(উমর দারাজ দিলসিরাজাম মুনীরা)

“المشبع بالتمر المجفف       *    وهو خليفة المسلمين،

أتى بالأيام الحرة مع العدل *  في حياة الناس أجمعين.”

(عمر الكريم [عمر دراز دل]، من ديوان “سراجا منيرا”)


وقال في مدح سيدنا عثمان رضي الله عنه:

মুক্তিকামী খলীফা সেমৃত্যুকামী নহে সে ভ্রাতার

নিতে সে পারে না খুনদিতে পারে প্রাণ রক্ত তার।

(ওসমান গনিসিরাজাম মুনীরা)

“هو خليفة طالب السلامة  *      ليس لأخيه طالب القاضية،

لا يمكن له أن يقتل أخاه   *      وهو مستطيع ليكون فادية.”

(عثمان غني، من ديوان “سراجا منيرا”)

دواوينه:

ترك الشاعر عددا من االمجموعة الشعرية. منها: ملاح سبعة بحار (شات شاغرر ماجهي) ، سراجا منبيرا،  شعر اللحظة (موهورتر كبيتا)، حاتم طائي (الشعر القصصي)، سندباد، نوفل وحاتم،  وغير ذلك.

الجوائز:

حصل فروخ أحمد على عدد كبير من الجوائز الشهيرة من بينها:

1.      جائزة بانغلا أكاديمي: 1960

2.      جائزة الرئاسة (برايد أف بارفرمنس): 1965

3.      جائزة يونسكو: 1966

4.      جائزة إيكوشي (بعد الوفاة): 1977

5.      جائرة المؤسسة الإسلامية (بعد الوفاة): 1979

6.      جائزة الحرية (بعد الوفاة): 1980

هذه المقالة منشورة في مجلة “الإنجاز”(يناير/فبرائير،2018)

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *